-A +A
? ريان أبوشوشة (جدة)
البطالة آفة تهدد مستقبل الشباب.. بينما هناك من يرى أنها السبب الرئيسي للعديد من الظواهر السلبية التي تنتشر اليوم، وآخر يحذر من أضرارها الاقتصادية، مجمعين على أن المشكلة لم تعد بحاجة إلى تنظير، وتبادل الاتهامات بين القطاع العام والخاص، بل بحاجة إلى حلول مدروسة يمكن تطبيقها على أرض الواقع.
يقول عبدالقادر الصغير: البطالة أكبر مشكلة يواجهها الشباب وشبح يهدد مستقبلهم، ويبدد طموحهم هباء، فبعض الشباب يقبلون على العلم بشغف وحماس، ويعتقدون أن اجتهادهم وتحصيلهم العلمي سيفتح لهم أبواب النجاح، وإذا بهم يفاجأون بعد تخرجهم بأن الأمور ليست كما تصوروا، وأن الوظيفة أصبحت صعبة، فيتملكهم اليأس.

البطالة والانحراف
ويقول حسن الأسمري: تنعكس بلا شك البطالة التي يعاني منها الشباب على سلوكهم وتلقي بظلالها على المجتمع الذي يعيشون فيه، حيث بدأت تظهر صورة للانحراف في شكل تعاطي المخدرات والسرقة وما تولد عنه من ظواهر سلبية، وهناك فئة أخرى تقوم بالكبت بداخلها مما يتحول مع مرور الوقت إلى شعور بالإحباط ويخلق شبابا محبطا.
إن ارتفاع معدلات البطالة وخاصة بين الخريجين والمتعلمين وجلهم من الشباب واستمرار تزايدها سوف يوقف تطور المهارات ويقوض احترام الذات ويشجع الانحراف الاجتماعي ويؤدي إلى تفاقم الفقر.
فقد أصبحت مشكلة البطالة من أكثر المشكلات الاجتماعية والاقتصادية عمقا وألما وخطورة.


مؤشر يدعو للتفاؤل
ويقول نزار الأحمدي: المجتمعات الأوروبية تعاني من الشيخوخة حتى أصبحت تسعى لاستقطاب الشباب المهاجرين، في حين أننا ولله الحمد من المجتمعات الشابة التي تتميز بارتفاع نسبة الشباب، حيث يشكل الشباب السعودي أكثر من 60 % من معدل السكان وهذا بحد ذاته مؤشر يدعو إلى التفاؤل إضافة إلى أن القطاع الحكومي لن يستطيع أن يستوعب هذا الكم من الموظفين، ولا بد أن يكون للقطاع الخاص دور فاعل وشعور بالواجب والإحساس بالمسؤولية التي ينبغي أن يضطلع بها هذا القطاع، ليكون شريكا في رحلة التنمية التي نشهدها اليوم، والتي سيقطف الجميع من ثمارها الاقتصادية.
ويقول أحمد البشري: يبدأ تأثير البطالة والشعور بها بعد فرحة التخرج، فالحصول على الوظيفة بعد التخرج يكمل الفرح ويريح المتخرج من البحث والشعور بالفراغ.
تؤثر فترة البطالة على المتخرج نفسيا وماديا وبشكل ملحوظ ومع مرور الوقت يزداد تأثيرها إذا لم يستثمر المتخرج وقته فيما يطوره ويزيد فرصة حصوله على الوظيفة.

من أفضل الحلول
ويضيف البشري: تقدم حاليا العديد من الجامعات أو الغرف التجارية بما يسمى بيوم المهنة والذي يساعد الباحث على إيجاد عمل، ويوفر عليه الكثير من الجهد، من خلال قائمة بالوظائف التي تحتاجها المواقع والشركات، وكيفية التقديم عليها. ومن المهم جدا متابعة الجديد في تطور وإعمار البلد كالتوجه الجديد في أعمال القطارات والمترو وأيضا المدن الاقتصادية كمدينة الملك عبدالله ومدينة جازان الاقتصادية فهي توفر عددا كبيرا من الفرص الوظيفية للشباب.
دراسة احتياجات سوق العمل
ويقول نبيل سلمان: البطالة مشكلة لا يمكن أن نحملها فقط للقطاع الخاص وحده، فالشباب أيضا يحملون جزءا من هذه المسؤولية، فهم يريدون الوظائف الإدارية والمكتبية التي تشبع منها سوق العمل، في حين أن الوظائف التي يحتاجها السوق الآن هي الوظائف المهنية. والمطلوب أن تقوم الجهات المختصة ممثلة في وزارة العمل والجامعات بدراسة احتياجات السوق، وتوجيه الشباب إلى تلك الوظائف، أو توفير المعلومات الدقيقة لهم، والتي تمكنهم من إيجاد الوظائف المناسبة لتخصصاتهم، حتى لا يدرسون تخصصات لا علاقة لها بسوق العمل، ويعملون في تخصصات بعيدة كل البعد عنها. ويقول جمال الخديدي: من وجهة نظري مشكلة البطالة في الوضع الراهن يجب النظر إليها من منطلق إيجاد الحلول العاجلة بعيدا عن التنظير في أسبابها وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته الوطنية فالجميع دون استثناء يشترك فيها سواء كان (القطاع العام والخاص) بالإضافة للمجتمع ذاته والذي يتحمل بدورة جزءا من هذه المشكلة.
يقول ياسر با قادر: لكي نضع أيدينا على الجرح يجب أن لا نلوم طرفا محددا أو فئة معينة، فغالبا عندما يفتح هذا الموضوع نذهب مباشرة بتفكيرنا للأطراف الحكومية ومسؤوليتها بذلك، رغم أننا جميعا نبحر في السفينة، هناك وزارة أساسية لا نسمع لها صوتا أو نعطي لها بالا رغم أهميتها عن جميع الوزارات.

وزارة التخطيط والتطوير
هذه الوزارة والتي يجب أن يكون لها دخل بجميع الوزارات بدء من اختيار التخصصات الجامعية والهندسية والطبية والتي تحتاجها البلاد خلال الفترة المقبلة، وعدد الوظائف بالمدن طبقا لعدد السكان ورسم خطة تضمن عدم تزاحم السكان، ورسم التوسع السكاني بكل مدينة وطرق أحياء بعض المدن بما يكفل الحياة الكريمة لكل فرد.
ويقول عماد بادريق: القطاع الحكومي لن يستطيع أن يستوعب هذا الكم الكبير من الموظفين، والقطاع الخاص لا يقدم فرص عمل كافية للشباب تناسب شهاداتهم وتخصصاتهم وتوجه قدراتهم في الاتجاه الصحيح، وأصبح من الضروري أن تتوحد جهود كافة الجهات لتصب في اتجاه واحد وهو البحث عن حلول ناجعة لآفة البطالة.